تجربتي الكاملة مع التجارة الإلكترونية: من البدايات إلى الحقيقة الصادمة

تجربتي الكاملة مع التجارة الإلكترونية
تجربتي الكاملة مع التجارة الإلكترونية

صلاح ميتاي، واحد من قدماء العمل عبر الانترنت، يروي لنا قصته مع التجارة الإلكترونية من البداية الى النهاية....

 كان العالم الرقمي في بداياته، والفرص كانت كثيرة والتحديات أقل. 

لكن مع مرور الوقت، أصبحت السوق أكثر تعقيدًا والمنافسة أشد، مما جعل الطريق لتحقيق النجاح في هذا المجال أكثر صعوبة. 

في هذا المقال، نستعرض رحلة صلاح ميتاي من بداياته في التجارة الإلكترونية عام 2017، مع تسليط الضوء على أبرز الفروق بين التجارة الإلكترونية في الماضي والحاضر.

كيف بدأت رحلتي مع التجارة الإلكترونية؟

في مارس 2017، تم تنظيم أول لقاء كبير حول منصة Shopify في المغرب، وتم إنشاء مجموعة على فيسبوك تضم أكثر من 20 ألف عضو. 

أخي كان أحد المشاركين في هذه الدورة، وبحكم أننا متقاربان في العمر وكان لديه اهتمام أكبر بالتكنولوجيا، كنا نتبادل النقاشات حول المواضيع الجديدة.

أول مرة سمعت عن البيتكوين والتجارة الإلكترونية عبر Shopify كانت من خلاله. 

ذات يوم كنا نشرب القهوة، فأخبرني عن شباب يعملون على بناء متاجر إلكترونية ويحققون الأرباح من خلال الإعلانات الممولة على فيسبوك. 

شرَح لي نموذج العمل صباحًا، وفي المساء عندما التقينا مجددًا، وجدني قد أنشأت متجري الأول وبدأت في التجربة. 

أتذكر جيدًا ما قاله لي حينها، حتى وإن كان على سبيل المزاح: "أنت ذكي… ستصل بعيدًا!"

البدايات الصعبة والمكاسب الأولى

في أول شهرين خسرت 3,000 دولار على التجارب. 

لكن بعد الشهر الثالث بدأت النتائج الإيجابية تظهر. 

في ذلك الوقت، كان فيسبوك يمنحك مرونة كبيرة، حيث يمكنك إنشاء 50 حسابا إعلانيا على "Facebook Business Manager"، وكان يتيح لك ميزانية إعلانية تصل إلى 900 دولار تدفعها بعد تحقيق المبيعات!

كنت أشارك تجاربي مع الأعضاء في مجموعة مشهورة على فيسبوك، لكن بسبب صراحتي الزائدة وانتقادي لبعض الممارسات، تم حظري من المجموعة. 

حينها طلب مني العديد من الأصدقاء أن أقوم بإنشاء مجموعة خاصة بي، وبالفعل قمت بذلك، وخلال شهر واحد فقط تجاوز عدد الأعضاء 10,000 شخص.

بفضل هذه المجموعة، تعرفت على العديد من الأشخاص الذين كانوا يحققون أرباحًا ضخمة، بعضهم حقق 500,000 دولار خلال سنة واحدة فقط من منتجات قد لا تعتقد حتى أنها تستحق الشراء!

التجارة الإلكترونية في 2017-2018: فترة الازدهار

خلال عامي 2017 و2018، كانت الأمور أسهل بكثير، حيث كنا نبيع منتجات بسيطة مثل أحذية مبطنة من الداخل ونحقق منها 7,000 دولار يوميا بهامش ربح قد يصل إلى 25% بعد خصم تكاليف الإعلانات.

لكن مع مرور الوقت، بدأت المنافسة تزداد، وبدأت دورة حياة المنتجات الناجحة تتقلص، حيث أصبح المنتج الذي كان يدوم 45 إلى 60 يوما في السوق، ينجح فقط لمدة أسبوعين أو أقل قبل أن تفقد الإعلانات فعاليتها.

التجارة الإلكترونية في 2019: بداية الانحدار والتحديات الجديدة

في 2019، بدأت الأمور تتغير بشكل ملحوظ:

  1.  ارتفاع تكلفة الإعلانات على فيسبوك بشكل كبير.
  2. إغلاق الحسابات الإعلانية بشكل متكرر وبدون أسباب واضحة.
  3. زيادة عدد الأشخاص الذين يحاولون الاحتيال في المجال، مما أدى إلى مشاكل مع بوابات الدفع وخدمات الشحن.

في أواخر 2019، شاركت في منتدى دولي في برشلونة حيث تعرفت على بعض الحلول لهذه المشاكل. 

هناك التقيت بشريكين جديدين، وقررنا العمل معًا، وبالفعل واصلنا العمل حتى جزء من 2020 رغم تراجع الأرباح مقارنة بالسنوات السابقة.

لكن بعد ذلك بدأت المشاكل الأخلاقية تظهر في المجال، حيث أصبح من الصعب العثور على منتجات رابحة دون الحاجة إلى استخدام أساليب تسويقية مضللة. 

أصبحت أرى بعض البائعين يروجون لمنتجات وهمية أو ذات جودة سيئة جدًا بأسعار مرتفعة، مما جعلني أشعر بعدم الارتياح.

نهاية الرحلة مع التجارة الإلكترونية

في ديسمبر 2019، قررت التوقف عن العمل في هذا المجال بعد نقاش طويل مع أحد الشركاء. 

كنت قد بدأت أشعر أن التجارة الإلكترونية لم تعد كما كانت، ومع ظهور جائحة كورونا في 2020، أصبح من الصعب الاستمرار بنفس الأسلوب القديم.

قررت حينها الاستفادة من خبرتي في التسويق الرقمي والبحث عن فرص جديدة بعيدة عن أساليب الغش والاستغلال.

ما الذي تغير بعد 2020؟

بعد جائحة كورونا، بدأ انتشار الدورات التدريبية حول التجارة الإلكترونية بشكل كبير. 

وكما هو الحال في أي مجال، عندما تكثر الدورات التدريبية حوله، فاعلم أنه وصل إلى مرحلة التشبع.

في 2017، كان يمكن لأي شخص تحقيق النجاح بسهولة، أما اليوم، فالأمر أصبح أكثر صعوبة ويتطلب استراتيجيات جديدة ومتطورة مثل:

  • بناء علامة تجارية حقيقية بدلًا من مجرد متجر عابر.
  • العمل مع مصانع مباشرة لتحسين جودة المنتجات.
  • استخدام تقنيات تسويق متقدمة بدلًا من الاعتماد فقط على إعلانات فيسبوك.


هل انتهى عصر التجارة الإلكترونية؟

الإجابة: لا، لكنها تغيرت!

لا يزال هناك من يحقق الملايين من التجارة الإلكترونية، لكنهم يعملون بأساليب مختلفة عن السابق، فهم يسافرون لزيارة المصانع، ويستثمرون في التسويق الاحترافي، ويبتكرون منتجات مميزة بدلًا من الاعتماد على المنتجات المقلدة.

  • في 2017، كان يمكن لأي شخص تحقيق مليون دولار بسهولة. 
  • لكن في 2025، لكي تحقق نفس المبلغ، يجب أن تكون لديك فكرة قوية، منتج متميز، وفريق عمل محترف.

من بين 7000 شخص قد يقرؤون هذا المقال، ربما هناك شخص واحد فقط قادر على تحقيق ذلك… وربما لا يوجد أحد!

الخلاصة

إذا كنت تفكر في دخول التجارة الإلكترونية اليوم، فاعلم أنها لم تعد كما كانت قبل 5 أو 6 سنوات. 

النجاح فيها يتطلب إبداعًا، استثمارًا طويل الأمد، واستراتيجيات ذكية، وليس فقط إنشاء متجر وإطلاق الإعلانات كما كان يحدث سابقًا.

ختامًا، أتمنى أن تكون هذه التجربة قد أعطتكم نظرة حقيقية عن هذا المجال، بعيدًا عن الوعود الكاذبة التي يسوقها بعض الأشخاص. 

كن واقعياً، واعمل بذكاء، ولا تقع ضحية للوهم!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-